أزمة منتصف العمر والتى تحدث فى المرأة حول سن الأربعين حين تراودها أفكار وتساؤلات لم تكن خطر ببالها قبل ذلك فقد كانت طوال حياتها السابقة مشغولة بالدراسة والخطبة والزواج ورعاية الأطفال ، وبناء الأسرة ، أما الآن وقد كبر الأولاد ، وانشغل الزوج عنها ، وأصبحت تشعر بالوحدة وتشعر بتسلل التغيرات لجسدية شيئاً فشيئاً فلم تعد بجمالها وحيويتها ونضارتها وسحرها كما كانت وبدأت ترى بعض شعرات يض تظهر في رأسها ، صحيح أنها تنزعها بسرعة ولكن سرعان ما تظهر غيرها . وأبناءها أصبحوا يفضلون لذهاب مع أصدقائهم على الجلوس معها وزوجها أصبحت مشاعره فاترة نحوها الى درجة باتت تقلقها ، ذا بالإضافة الى ما تسمعه عنه من شائعات توحى بأن عينية امتدت خارج البيت وربما مشاعره أيضاً . اذن يم كانت التضحيات من أجل الزوج والأولاد وهم الآن يتسللون واحداً تلو الأخر بعيداً عنها ، وأين جهودها ى ارساء قيم التفوق والنجاح فى ابنائها وهم الآن يسلكون عكس ما كانت تتوقع لهم ويتمردون على كل توجيهاتها ، وأين أحلامها فى اسرة ناجحة مترابطة وهى الآن تراها تتفكك شيئاً فشيئاً فلم تعد تجمعهم مائدة طعام واحدة منذ مدة طويلة ولم تعد تجمعهم أحاديث سمر . ولم يبق لها إلا الوحدة والملل والكآبة والخوف من المستقبل وما تخبئه الأيام لها ولأسرتها لقدباتت تشعر أن زوجها هو السبب ، فهو لم يكن ابداً فارس احلامها وأن زواجها منه كان أكبر خطأ فى حياتها ، فهو لم يقدر مميزاتها ولم يقدر تضحياتها ، أصبحت لا ترى منه غير الإهمال والتقليل من شأنها حتى أمام الناس ، وكل هذا يهون أمام الفتور لعاطفى الذى لاحظته عليه من زمن ولا تعرف له سبباً .
وهى غارقة فى وحدتها وحزنها تدخل فى دوامة حساب الضمير فتتذكر زلاتها وأخطائها التى ارتكبتها فى مراحل حياتها المبكرة فتتألم وتشعر بالخزى والعار ? كيف فعلت هذا ؟.. ولمـاذا فعلته ...
؟!!
لقد بدت لها سنوات عمرها الماضية وكأنها كابوس ثقيل ، فهى غير راضية عما تحقق فيها وتشعر أنها فشلت فشلاً ذريعاً فى تحقيق أحلامها على كل المستويات وأنها كانت تجرى وراء سراب ، وبحسابات الحاضر هى أيضاً خاسرة لأنها ضيعت عمرها هباءاً ولم تعد تملك شيئاً ذا قيمة فقد انهكت قواها وذهب شبابها وضحت بفرص كثيرة من أجل استقرار أسرتها ومع هذا لا يقدر أحد تضحياتها ، ولذلك تشعر بأن الاترض تهتز تحت قدميها .
حتى المبادئ والقيم التى عاشت تعلى من قيمتها أصبحت تبدو الآن شيئاً باهتاً ، فلم تعد ترى لها نفس القيمة ، ولم تعد متحمسة لشئ ولا مهتمة بأى شئ ذات قيمة فى المستقبل فقد خارت قواها وانطفأ حماسها واكتشفت أن الناس لا يستحقون التضحية من أجلهم ، وأن المبادئ التى عاشت لها لم يعد لها قيمة فى هذه الحياة ، ولم يبق لها شئ فى هذه الحياة غير صلة بربها تشعر بها حين صلاتها وحين تلاوتها لقرآن .
أحياناً تشعر أنها تريد أن تبدأ صفحة جديدة من حياتها ، ولكن ذلك يستلزم الابتعاد عن الزوج والأولاد والتحرر من قيودهم ، وبالفعل بدأت فى الاشتراك فى دورة كمبيوتر ، وكانت تشعر بأنها تولد من جديد حين تترك البيت وتقضى عدة ساعات فى هذه الدورة مع فتيات صغيرات تملؤهن الحيوية والرغبة فى الحياة ، أحست معهن أن شبابها قد عاد وبدأت تهتم بنفسها ، بل تبالغ فى ذلك الاهتمام حتى اتهمها زوجها فى يوم من الأيام أنها متصابية ? نعم هى تشعر أنها تعود مراهقة من جديد ، وتفرح أحياناً بهذا الشعور ، ولكنها تفزع حين تشعر أن الأمر ربما يخرج عن سيطرتها ، فقد أصبحت ضعيفة أمام أى كلمة اطراء من رجل ولو على سبيل المجاملة ، وأصبحت تتمنى أشياء لا تناسب سنها . انها تشعر أنها ظمآنة وضعيفة أمام اى قطرة ماء تلوح لها فى الأفق خاصة وأن الساقى الشرعى أصبح يضن عليها بقطرة الود والحنان ، ولولا بقية من دين وحياء لسقطت فى كثير من الامتحانات التى تمر بها يومياً
.
وأحياناً تشعر بالاشمئزاز من نفسها فتهمل مظهرها وتفضل العزلة بعيداً عن الناس وتفقد الاهتمام بكل ما حولها إلى الدرجة التى تجعل زوجها يتهكم عليها ويناديها بـ "أم 44" معايراً إياها بسنها وبشكلها فى ن واحد .
وفى لحظات أخرى تشعر بميل إلى الزهد فى الحياة فتقبل على الصلاة والصيام وقراءة القرآن فتستعيد صفاءها وتوازنها من جديد ، وترضى بما قسمه الله لها ، وتعترف بأنها فقدت أشياء كأنثى ولكنها اكتسبت شياء أخرى كأم .
ثم تدور الأيام دورتها وتفكر مرة أخرى فى اللحاق بالفرص الأخيرة للحياة قبل أن يغادرها شبابها وجمالها وتلقى فى غياهب النسيان والإهمال فتفكر فى الانفصال عن زوجها وبدأ حياة جديدة مع شخص ستحقها ويقدر مميزاتها ، ولكنها تعود إلى نفسها مرة أخرى وتتذكرأطفالها وما ينتظرهم من معاناة حين تنهدم الأسرة بسببها .
هذه هى بعض معالم أزمة منتصف العمر التى تمر بها معظم النساء ، ولكن يدركها بابعادها بعض النساء ممن لديهن درجة عالية من الوعى والإحساس .
1-
وبعض النساء يتقبلن الأمر بسهولة وتمر هذه المرحلة الأمور بلا مشاكل خاصة فى النساء الناضجات ، حيث تدرك المرأة أنها ربما خسرت بعض الأشياء كأنثى ، ولكنها كسبت مساحات كبيرة كأم حنونة أو كموظفة ناجحة أو رائدة فى مجال اهتمامها .
2- وفريق ثان من النساء يشعرن بآلام الأزمة ولكنهن يتحملن ويقاومن فى صمت ويحاولن إخفاء الأزمة عمن حولهن ، ولذلك تظهر عليهن بعض الأعراض النفسجسمية كآلام وتقلصات بالبطن أو صعوبة فى التنفس ، أو آلام بالمفاصل أو صداع مزمن أو ارتفاع فى ضغط الدم .
3- وفريق رابع يفضلن الانطواء والعزلة بعيداً عن تيار الحياة ويمارسن واجباتهن المنزلية والوظيفية فى أدنى مستوى ممكن .
4- وفريق خامس يزهد فى الحياة وينصرف إلى العبادة ويتسامى عن رغبات البشر ويشعر بالصفاء والطمأنينة والأنس بالله .
5- وفريق سادس يستغرقن فى العمل والنشاط والنجاح فى مجالات كثيرة على أمل التعويض عن الاحساس بالاحباط والفشل فى الحياة الماضية .
6- وفريق سابع يلجأن إلى التصابى والتصرف كمراهقات فى ملابسهن وسلوكهن ، وربما تستعجل الواحدة منهن الفرصة التى تعتبرها أخيرة (نظراً لقرب غروب شمس الشباب) فتقع فى المحظور .
7- أما الفريق الثامن من هؤلاء الذين يعانين أزمة منتصف العمر فإنهن يتحولن إلى المرض النفسى كالقلق أو الاكتئاب او الهستيريا أو أعراض الجسدنة أو توهم المرض او الرهاب أو أى اضطراب نفسى آخر .
ومما يدعم من تأثيرات أزمة منتصف العمر أنها ربما تكون قريبة من الفترة التى تتوقف فيها خصوبة المرأة وينقطع حيضها وتقل فيها هرمونات الأنوثة مع ما يصاحب ذلك من تغيرات جسمية ، فتضاف العوامل البيولوجية إلى العوامل النفسية والاجتماعية فتزيد الطين بله .
إذن ما الحل ؟ ....? وما العلاج ؟ ]الحل هو أن نستعد لمواجهة هذه الازمة قبل حدوثها ، وذلك بتحقيق انجازات حقيقية راسخة ومتراكمة فى مراحل الشباب ، وألا نضيع سنوات الانتاج هباءاً ، وأن يكون فى حياتنا توازن بين عطائنا لأنفسنا وعطائنا للآخرين حتى لا نكتشف فى لحظة أننا ضيعنا عمرنا من أجل إنسان لم يقدر هذا العطاء بل تنكر له وجحده فى غمضة عين .
وأن يكون لدينا أهداف نحاول تحقيقها وأهداف بديلة نتوجه إليها فى حالة اخفاقنا فى تحقيق الأهداف الأولى ، فالبدائل تقى الإنسان من الوقوف فى الطرق المسدودة ، فالواقع يقول أن الحياة مليئة بالخيارات ، وإذا انسد طريق فهناك الف طريق آخر يمكن أن يفتح ، وإذا فقدت المرأة بعض شبابها فقد اكتسبت الكثير من النضج والخبرة والوعى والقدرة على قيادة أسرتها والحفاظ عليها واكتسبت الخبرة فى العمل وفى الحياة . وإذا فقدت هويتها كفتاة جذابة وجميلة فقد اكتسبت هوية الأمومة ومكانتها وكرامتها .
ونحرص أن تكون لنا علاقة قوية بالله تحمينا من تقلبات الأيام وجحود البشر أما إذا وقعت المرأة فعلاً فى براثن أزمة منتصف العمر ، فإن علماء النفس ينصحونها بان تتحدث عن مشاعرها لقريبة أو صديقة لها تثق فى أمانتها ، فإن ذلك التنفيس يسهل عليها مرور الأزمة بسلام ، وإذا لم تجد فرصة لذلك يمكن أن تلجأ إلى أحد علماء الدين أو أخصائية اجتماعية أو نفسية أو إلى طبيب نفسى ، فهؤلاء يمكن أن يقدموا لها المشورة والمساندة . وبعض النساء ربما يحتجن لعدد من الجلسات النفسية الفردية أو الجماعية لمساعدتهن على تفهم جوانب الأزمة والتعامل معها بفاعلية أكثر ، والخروج منها بسلام .
أما الأسرة فعليها واجب المساعدة للأب أو الأم حين مرورهما بهذه الأزمة وذلك من خلال السماع لشكوى وتفهمها وتقديرها وتقديم المساعدة اللازمة .
وعلى نطاق المجتمع ككل فنحن نحتاج إلى نشر الوعى بهذه الحالة الشائعة والتى يعانى منها الكثيرون والكثيرات فى صمت وأحياناً تؤدى إلى تفكك الأسر وضياع الأبناء . وأخيراً وليس آخراً علينا أن نتذكر أننا نمر فى عمرنا بمراحل قدرها الله سبحانه وتعالى وهيأنا لها ولكل مرحلة مزاياها ومشاكلها . وعلينا أن نتقبل ذلك راضين شاكرين وأن لا نأسى على ما فاتنا فكل شئ يسير بتقدير من الله ، وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا ، وأن مردنا فى النهاية إلى الله وأننا نوزن عنده بأعمالنا الصالحة وقلوبنا المحبة للخير ولا نوزن بأموالنا أو وظائفنا أو جمال وجوهنا وأجسادنا :" إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم " .
و لكن المشكلة ان هذة الازمة اصبحت تتعرض لها النساء دون سن الثلاثين و ذلك للضغط النفسي و الفراغ و حوار الصمت بين الازواج و قد تتطور الاذمة فتتحول من انفعالات الى افعال و حين اذن يدرك شهريار الصباح و تصمت شهرذاد عن الكلام المباح و ياتي السياف دون ان يدرك شهريار ان تلك الرقبة التي سيقطعها قد خنقها قبدل ان يقطعها .
الدكتور /محمد المهدي
استشاري الطب النفسي[b]
وهى غارقة فى وحدتها وحزنها تدخل فى دوامة حساب الضمير فتتذكر زلاتها وأخطائها التى ارتكبتها فى مراحل حياتها المبكرة فتتألم وتشعر بالخزى والعار ? كيف فعلت هذا ؟.. ولمـاذا فعلته ...
؟!!
لقد بدت لها سنوات عمرها الماضية وكأنها كابوس ثقيل ، فهى غير راضية عما تحقق فيها وتشعر أنها فشلت فشلاً ذريعاً فى تحقيق أحلامها على كل المستويات وأنها كانت تجرى وراء سراب ، وبحسابات الحاضر هى أيضاً خاسرة لأنها ضيعت عمرها هباءاً ولم تعد تملك شيئاً ذا قيمة فقد انهكت قواها وذهب شبابها وضحت بفرص كثيرة من أجل استقرار أسرتها ومع هذا لا يقدر أحد تضحياتها ، ولذلك تشعر بأن الاترض تهتز تحت قدميها .
حتى المبادئ والقيم التى عاشت تعلى من قيمتها أصبحت تبدو الآن شيئاً باهتاً ، فلم تعد ترى لها نفس القيمة ، ولم تعد متحمسة لشئ ولا مهتمة بأى شئ ذات قيمة فى المستقبل فقد خارت قواها وانطفأ حماسها واكتشفت أن الناس لا يستحقون التضحية من أجلهم ، وأن المبادئ التى عاشت لها لم يعد لها قيمة فى هذه الحياة ، ولم يبق لها شئ فى هذه الحياة غير صلة بربها تشعر بها حين صلاتها وحين تلاوتها لقرآن .
أحياناً تشعر أنها تريد أن تبدأ صفحة جديدة من حياتها ، ولكن ذلك يستلزم الابتعاد عن الزوج والأولاد والتحرر من قيودهم ، وبالفعل بدأت فى الاشتراك فى دورة كمبيوتر ، وكانت تشعر بأنها تولد من جديد حين تترك البيت وتقضى عدة ساعات فى هذه الدورة مع فتيات صغيرات تملؤهن الحيوية والرغبة فى الحياة ، أحست معهن أن شبابها قد عاد وبدأت تهتم بنفسها ، بل تبالغ فى ذلك الاهتمام حتى اتهمها زوجها فى يوم من الأيام أنها متصابية ? نعم هى تشعر أنها تعود مراهقة من جديد ، وتفرح أحياناً بهذا الشعور ، ولكنها تفزع حين تشعر أن الأمر ربما يخرج عن سيطرتها ، فقد أصبحت ضعيفة أمام أى كلمة اطراء من رجل ولو على سبيل المجاملة ، وأصبحت تتمنى أشياء لا تناسب سنها . انها تشعر أنها ظمآنة وضعيفة أمام اى قطرة ماء تلوح لها فى الأفق خاصة وأن الساقى الشرعى أصبح يضن عليها بقطرة الود والحنان ، ولولا بقية من دين وحياء لسقطت فى كثير من الامتحانات التى تمر بها يومياً
.
وأحياناً تشعر بالاشمئزاز من نفسها فتهمل مظهرها وتفضل العزلة بعيداً عن الناس وتفقد الاهتمام بكل ما حولها إلى الدرجة التى تجعل زوجها يتهكم عليها ويناديها بـ "أم 44" معايراً إياها بسنها وبشكلها فى ن واحد .
وفى لحظات أخرى تشعر بميل إلى الزهد فى الحياة فتقبل على الصلاة والصيام وقراءة القرآن فتستعيد صفاءها وتوازنها من جديد ، وترضى بما قسمه الله لها ، وتعترف بأنها فقدت أشياء كأنثى ولكنها اكتسبت شياء أخرى كأم .
ثم تدور الأيام دورتها وتفكر مرة أخرى فى اللحاق بالفرص الأخيرة للحياة قبل أن يغادرها شبابها وجمالها وتلقى فى غياهب النسيان والإهمال فتفكر فى الانفصال عن زوجها وبدأ حياة جديدة مع شخص ستحقها ويقدر مميزاتها ، ولكنها تعود إلى نفسها مرة أخرى وتتذكرأطفالها وما ينتظرهم من معاناة حين تنهدم الأسرة بسببها .
هذه هى بعض معالم أزمة منتصف العمر التى تمر بها معظم النساء ، ولكن يدركها بابعادها بعض النساء ممن لديهن درجة عالية من الوعى والإحساس .
1-
وبعض النساء يتقبلن الأمر بسهولة وتمر هذه المرحلة الأمور بلا مشاكل خاصة فى النساء الناضجات ، حيث تدرك المرأة أنها ربما خسرت بعض الأشياء كأنثى ، ولكنها كسبت مساحات كبيرة كأم حنونة أو كموظفة ناجحة أو رائدة فى مجال اهتمامها .
2- وفريق ثان من النساء يشعرن بآلام الأزمة ولكنهن يتحملن ويقاومن فى صمت ويحاولن إخفاء الأزمة عمن حولهن ، ولذلك تظهر عليهن بعض الأعراض النفسجسمية كآلام وتقلصات بالبطن أو صعوبة فى التنفس ، أو آلام بالمفاصل أو صداع مزمن أو ارتفاع فى ضغط الدم .
3- وفريق رابع يفضلن الانطواء والعزلة بعيداً عن تيار الحياة ويمارسن واجباتهن المنزلية والوظيفية فى أدنى مستوى ممكن .
4- وفريق خامس يزهد فى الحياة وينصرف إلى العبادة ويتسامى عن رغبات البشر ويشعر بالصفاء والطمأنينة والأنس بالله .
5- وفريق سادس يستغرقن فى العمل والنشاط والنجاح فى مجالات كثيرة على أمل التعويض عن الاحساس بالاحباط والفشل فى الحياة الماضية .
6- وفريق سابع يلجأن إلى التصابى والتصرف كمراهقات فى ملابسهن وسلوكهن ، وربما تستعجل الواحدة منهن الفرصة التى تعتبرها أخيرة (نظراً لقرب غروب شمس الشباب) فتقع فى المحظور .
7- أما الفريق الثامن من هؤلاء الذين يعانين أزمة منتصف العمر فإنهن يتحولن إلى المرض النفسى كالقلق أو الاكتئاب او الهستيريا أو أعراض الجسدنة أو توهم المرض او الرهاب أو أى اضطراب نفسى آخر .
ومما يدعم من تأثيرات أزمة منتصف العمر أنها ربما تكون قريبة من الفترة التى تتوقف فيها خصوبة المرأة وينقطع حيضها وتقل فيها هرمونات الأنوثة مع ما يصاحب ذلك من تغيرات جسمية ، فتضاف العوامل البيولوجية إلى العوامل النفسية والاجتماعية فتزيد الطين بله .
إذن ما الحل ؟ ....? وما العلاج ؟ ]الحل هو أن نستعد لمواجهة هذه الازمة قبل حدوثها ، وذلك بتحقيق انجازات حقيقية راسخة ومتراكمة فى مراحل الشباب ، وألا نضيع سنوات الانتاج هباءاً ، وأن يكون فى حياتنا توازن بين عطائنا لأنفسنا وعطائنا للآخرين حتى لا نكتشف فى لحظة أننا ضيعنا عمرنا من أجل إنسان لم يقدر هذا العطاء بل تنكر له وجحده فى غمضة عين .
وأن يكون لدينا أهداف نحاول تحقيقها وأهداف بديلة نتوجه إليها فى حالة اخفاقنا فى تحقيق الأهداف الأولى ، فالبدائل تقى الإنسان من الوقوف فى الطرق المسدودة ، فالواقع يقول أن الحياة مليئة بالخيارات ، وإذا انسد طريق فهناك الف طريق آخر يمكن أن يفتح ، وإذا فقدت المرأة بعض شبابها فقد اكتسبت الكثير من النضج والخبرة والوعى والقدرة على قيادة أسرتها والحفاظ عليها واكتسبت الخبرة فى العمل وفى الحياة . وإذا فقدت هويتها كفتاة جذابة وجميلة فقد اكتسبت هوية الأمومة ومكانتها وكرامتها .
ونحرص أن تكون لنا علاقة قوية بالله تحمينا من تقلبات الأيام وجحود البشر أما إذا وقعت المرأة فعلاً فى براثن أزمة منتصف العمر ، فإن علماء النفس ينصحونها بان تتحدث عن مشاعرها لقريبة أو صديقة لها تثق فى أمانتها ، فإن ذلك التنفيس يسهل عليها مرور الأزمة بسلام ، وإذا لم تجد فرصة لذلك يمكن أن تلجأ إلى أحد علماء الدين أو أخصائية اجتماعية أو نفسية أو إلى طبيب نفسى ، فهؤلاء يمكن أن يقدموا لها المشورة والمساندة . وبعض النساء ربما يحتجن لعدد من الجلسات النفسية الفردية أو الجماعية لمساعدتهن على تفهم جوانب الأزمة والتعامل معها بفاعلية أكثر ، والخروج منها بسلام .
أما الأسرة فعليها واجب المساعدة للأب أو الأم حين مرورهما بهذه الأزمة وذلك من خلال السماع لشكوى وتفهمها وتقديرها وتقديم المساعدة اللازمة .
وعلى نطاق المجتمع ككل فنحن نحتاج إلى نشر الوعى بهذه الحالة الشائعة والتى يعانى منها الكثيرون والكثيرات فى صمت وأحياناً تؤدى إلى تفكك الأسر وضياع الأبناء . وأخيراً وليس آخراً علينا أن نتذكر أننا نمر فى عمرنا بمراحل قدرها الله سبحانه وتعالى وهيأنا لها ولكل مرحلة مزاياها ومشاكلها . وعلينا أن نتقبل ذلك راضين شاكرين وأن لا نأسى على ما فاتنا فكل شئ يسير بتقدير من الله ، وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا ، وأن مردنا فى النهاية إلى الله وأننا نوزن عنده بأعمالنا الصالحة وقلوبنا المحبة للخير ولا نوزن بأموالنا أو وظائفنا أو جمال وجوهنا وأجسادنا :" إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم " .
و لكن المشكلة ان هذة الازمة اصبحت تتعرض لها النساء دون سن الثلاثين و ذلك للضغط النفسي و الفراغ و حوار الصمت بين الازواج و قد تتطور الاذمة فتتحول من انفعالات الى افعال و حين اذن يدرك شهريار الصباح و تصمت شهرذاد عن الكلام المباح و ياتي السياف دون ان يدرك شهريار ان تلك الرقبة التي سيقطعها قد خنقها قبدل ان يقطعها .
الدكتور /محمد المهدي
استشاري الطب النفسي[b]
الإثنين ديسمبر 01, 2014 4:10 am من طرف heba suleiman
» ماجستير إدارة العلاقات العامة المهني المصغر 1 – 10 مارس 2014 م - كوالالمبور - ماليزيا
الأحد ديسمبر 29, 2013 5:42 am من طرف heba suleiman
» فوائــــــــــــــــد الشاي الاخضـــــــــــــــر
الثلاثاء مارس 01, 2011 12:07 pm من طرف ابن السنة
» علاج سرعة القذف ، القذف المبكر ، القذف السريع
الثلاثاء مارس 01, 2011 11:36 am من طرف ابن السنة
» أختي المسلمة :
الخميس فبراير 17, 2011 9:40 am من طرف huda
» الشكـــــــر
الثلاثاء فبراير 15, 2011 12:22 pm من طرف huda
» يارب اصلح نياتنا وسرائرنا
الثلاثاء فبراير 15, 2011 12:17 pm من طرف huda
» أخــــــــــتاه لماذا تبكين؟
الثلاثاء فبراير 15, 2011 9:28 am من طرف huda
» زلـــة لســـــآن ..تفقـــدك إنســــآن
الثلاثاء فبراير 15, 2011 9:20 am من طرف huda