السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعظم الجهاد.. جهاد الكلمة باللسان والبيان (1)
الدكتور/ عبدالعزيز بن ندى العتيبي
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعد:
إن مجاهدة الخلق باللسان والكلمة هو أعظم الجهاد، ومعلوم أن جهاد أهل الأهواء والبدع مرتبة عالية، وردع أمثالهم من دعاة الزيغ والضلال من أعظم مراتب الجهاد، قال الله تعالى: *فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا* [الفرقان: 52]؛ أي: جاهدهم بكتاب الله، وكان ذلك الخطاب في العهد المكي حيث لم يكن قد أُمر بالقتال وجهاد السيف بعد.
*يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ*
وقال الله تعالى: *يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ* [المدثر:7-1]، أَمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (قُمْ فَأَنْذِرْ)، فقام بهذا الواجب خير قيام فجهاد البيان واللسان أعظم الجهاد، جاهد به الرسول صلى الله عليه وسلم المشركين والكفار خير جهاد فكان ناصح أمين قام بالدعوة إلى التوحيد والبراءة من الشرك وأهلة، والإنذار من عذاب الله، وما أُعدّ لمن خالف دعوة الأنبياء والمرسلين، وكان ذلك استجابة لأَمر الجهاد باللسان والكلمة، وبيان لدين الله عز وجل وتبليغه، وهو الجهاد الأعظم؛ ولذا قال تعالى: *وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ *؛ أي: أُمِرَ بالصبر على هذه الأعباء الكبيرة، و القيام بذلكم التكليف وهذا الأمر العظيم، صبراً على طاعة الله، وصبراً على أوامره ونواهيه، وصبراً على أذى الإعراض ورفض الدعوة، وصبراً على أذى المخالفين والمعاندين.
ومن جهاده ما رواه أحمد في المسند (4/63، 5/376) بإسناد صحيح من طريق أشعث بن أبي الشعثاء قال: حدثني شيخ من بنى مالك بن كنانة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز يتخللها، يقول: »يا أيها الناس! قولوا لا إله إلا الله تفلحوا«، قال: وأبو جهل يحثي عليه التراب ويقول: يا أيها الناس! لا يغرنكم هذا عن دينكم؛ فإنما يريد لتتركوا آلهتكم، وتتركوا اللات والعزّى، قال: وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلنا: انعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: بين بردين أحمرين، مربوع كثير اللحم، حسن الوجه، شديد سواد الشعر، أبيض شديد البياض سابغ الشعر. وفي رواية لأحمد في المسند (5/371) بسند صحيح من طريق الأشعث بن سليم قال: سَمعت رجلاً في إمرة ابن الزبير قال: سَمعت رجلاَ في سوق عكاظ يقول: »يا أيها الناس! قولوا لا إله إلا الله تفلحوا«، ورجل يتبعه؛ يقول: إن هذا يريد أن يصدكم عن آلهتكم، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو جهل!!
إقامة الحجة، وإيضاح المحجة
والجهاد باللسان يكون بالدعوة إلى الصراط المستقيم، وإقامة الحجة، وإظهار المحجة، وكشف زيف الباطل، وبيان ما هم عليه من الانحراف ومجانبة الصواب، ولا بد من العناية بإعلان الحق وإظهاره، وهناك من الأدلة:
(1) ما روى مسلم في صحيحه (49) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: »من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان«.
(2) وروى أحمد في المسند (3/19) وأبو داود (4344)، والترمذي (2174)، وابن ماجه (4011) في السنن من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر«. وحسنه الترمذي وهو كما قال؛ فله شواهد منها حديث أبي أمامة؛ رواه أحمد في المسند(5/251)، وابن ماجه في سننه (4012)، وحديث طارق بن شهاب؛ رواه أحمد في المسند (4/314)، والنسائي في سننه (4205)،
(3) وروى البخاري (453) ومسلم (2485) في صحيحيهما عن حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة! أنشدك الله هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: »يا حسان! أجب عن رسول الله - اللهم! أيده بروح القدس«. قال أبو هريرة: نعم.
(4) وروى مسلم في صحيحه (2490) من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - قال: »اهجوا قريشا فإنه أشد عليهم من رشق بالنبل«.
(5) وروى البخاري (6153) ومسلم (2486) في صحيحيهما من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، أن النبي - قال لحسان بن ثابت: »اهجهم« أو قال: »هاجهم وجبريل معك«.
وللحديث بقية..
أعظم الجهاد.. جهاد الكلمة باللسان والبيان (1)
الدكتور/ عبدالعزيز بن ندى العتيبي
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعد:
إن مجاهدة الخلق باللسان والكلمة هو أعظم الجهاد، ومعلوم أن جهاد أهل الأهواء والبدع مرتبة عالية، وردع أمثالهم من دعاة الزيغ والضلال من أعظم مراتب الجهاد، قال الله تعالى: *فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا* [الفرقان: 52]؛ أي: جاهدهم بكتاب الله، وكان ذلك الخطاب في العهد المكي حيث لم يكن قد أُمر بالقتال وجهاد السيف بعد.
*يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ*
وقال الله تعالى: *يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ* [المدثر:7-1]، أَمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (قُمْ فَأَنْذِرْ)، فقام بهذا الواجب خير قيام فجهاد البيان واللسان أعظم الجهاد، جاهد به الرسول صلى الله عليه وسلم المشركين والكفار خير جهاد فكان ناصح أمين قام بالدعوة إلى التوحيد والبراءة من الشرك وأهلة، والإنذار من عذاب الله، وما أُعدّ لمن خالف دعوة الأنبياء والمرسلين، وكان ذلك استجابة لأَمر الجهاد باللسان والكلمة، وبيان لدين الله عز وجل وتبليغه، وهو الجهاد الأعظم؛ ولذا قال تعالى: *وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ *؛ أي: أُمِرَ بالصبر على هذه الأعباء الكبيرة، و القيام بذلكم التكليف وهذا الأمر العظيم، صبراً على طاعة الله، وصبراً على أوامره ونواهيه، وصبراً على أذى الإعراض ورفض الدعوة، وصبراً على أذى المخالفين والمعاندين.
ومن جهاده ما رواه أحمد في المسند (4/63، 5/376) بإسناد صحيح من طريق أشعث بن أبي الشعثاء قال: حدثني شيخ من بنى مالك بن كنانة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز يتخللها، يقول: »يا أيها الناس! قولوا لا إله إلا الله تفلحوا«، قال: وأبو جهل يحثي عليه التراب ويقول: يا أيها الناس! لا يغرنكم هذا عن دينكم؛ فإنما يريد لتتركوا آلهتكم، وتتركوا اللات والعزّى، قال: وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلنا: انعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: بين بردين أحمرين، مربوع كثير اللحم، حسن الوجه، شديد سواد الشعر، أبيض شديد البياض سابغ الشعر. وفي رواية لأحمد في المسند (5/371) بسند صحيح من طريق الأشعث بن سليم قال: سَمعت رجلاً في إمرة ابن الزبير قال: سَمعت رجلاَ في سوق عكاظ يقول: »يا أيها الناس! قولوا لا إله إلا الله تفلحوا«، ورجل يتبعه؛ يقول: إن هذا يريد أن يصدكم عن آلهتكم، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو جهل!!
إقامة الحجة، وإيضاح المحجة
والجهاد باللسان يكون بالدعوة إلى الصراط المستقيم، وإقامة الحجة، وإظهار المحجة، وكشف زيف الباطل، وبيان ما هم عليه من الانحراف ومجانبة الصواب، ولا بد من العناية بإعلان الحق وإظهاره، وهناك من الأدلة:
(1) ما روى مسلم في صحيحه (49) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: »من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان«.
(2) وروى أحمد في المسند (3/19) وأبو داود (4344)، والترمذي (2174)، وابن ماجه (4011) في السنن من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر«. وحسنه الترمذي وهو كما قال؛ فله شواهد منها حديث أبي أمامة؛ رواه أحمد في المسند(5/251)، وابن ماجه في سننه (4012)، وحديث طارق بن شهاب؛ رواه أحمد في المسند (4/314)، والنسائي في سننه (4205)،
(3) وروى البخاري (453) ومسلم (2485) في صحيحيهما عن حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة! أنشدك الله هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: »يا حسان! أجب عن رسول الله - اللهم! أيده بروح القدس«. قال أبو هريرة: نعم.
(4) وروى مسلم في صحيحه (2490) من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - قال: »اهجوا قريشا فإنه أشد عليهم من رشق بالنبل«.
(5) وروى البخاري (6153) ومسلم (2486) في صحيحيهما من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، أن النبي - قال لحسان بن ثابت: »اهجهم« أو قال: »هاجهم وجبريل معك«.
وللحديث بقية..
الإثنين ديسمبر 01, 2014 4:10 am من طرف heba suleiman
» ماجستير إدارة العلاقات العامة المهني المصغر 1 – 10 مارس 2014 م - كوالالمبور - ماليزيا
الأحد ديسمبر 29, 2013 5:42 am من طرف heba suleiman
» فوائــــــــــــــــد الشاي الاخضـــــــــــــــر
الثلاثاء مارس 01, 2011 12:07 pm من طرف ابن السنة
» علاج سرعة القذف ، القذف المبكر ، القذف السريع
الثلاثاء مارس 01, 2011 11:36 am من طرف ابن السنة
» أختي المسلمة :
الخميس فبراير 17, 2011 9:40 am من طرف huda
» الشكـــــــر
الثلاثاء فبراير 15, 2011 12:22 pm من طرف huda
» يارب اصلح نياتنا وسرائرنا
الثلاثاء فبراير 15, 2011 12:17 pm من طرف huda
» أخــــــــــتاه لماذا تبكين؟
الثلاثاء فبراير 15, 2011 9:28 am من طرف huda
» زلـــة لســـــآن ..تفقـــدك إنســــآن
الثلاثاء فبراير 15, 2011 9:20 am من طرف huda