السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا ترسخت بين الليبيين ثقافة التعالي على الآخرين؟
يحكي لنا آباؤنا وأجدادنا ممن حضر سني الجهاد ضد الاستعمار الإيطالي أن بعض المستضعفين الذين لم يقدروا على حمل السلاح لمقاومة الاحتلال الإيطالي هاجروا إلى بعض الدول المجاورة ومنها مصر وبالذات المنطقة العربية منها”محافظة مطروح “حيث استقبلوا من مواطنيها استقبالاً أخوياً وأكرموهم كرماً فاق كرم”حاتم الطائي”حيث آووهم بمحال سكناهم واقتسموا معهم لقمة العيش وشربة الماء كما أتيح لمن تسمح حالته الصحية وإمكانياته الحرفية أن يعمل.
واستمر ذلك لسنوات عديدة ومن عاد من المهاجرين إلى أرض الوطن صار يثني على المصريين من سكان وأهالي مطروح الذين صار بعض الجاحدين ينتقصون من قدرهم.
ويعيرونهم بكلمة”ص ش”بعثات التعليم المصرية خلال العقدين الخامس والسادس من القرن الماضي كان لها دور كبير في تعليمنا بمختلف المراحل “الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية”.
المرضى من الليبيين والليبيات منذ سنوات دأبوا على الذهاب إلى تونس،مصر الأردن،للعلاج بمستشفيات ومصحات تلك البلدان والتي يقوم على العمل بها أطقم طبية وطبية مساعدة تونسية ومصرية وأردنية وليست ليبية بالطبع.
وقبل ذلك وخلال سنوات الحصار الأمريكي الظالم كانت الحدود المصرية والتونسية مفتوحة لدخول الليبيين للعلاج والسياحة ودخول السلع الغذائية وأيضاً العمالة المصرية والتونسية والسودانية لأعمال:ـ
البناء والصيانة ومنها الأعمال الخرسانية والبناء والسباكة والكهرباء والبلاط والطلاء…..
أعمال ورش إصلاح السيارات.
أعمال الحدادة والنجارة.
أعمال الزراعية.
أعمال إعداد رغيف الخبز حتى وصوله إلى بطوننا.
أعمال المطاعم.
وهذه أصحابها ليبيون لا يباشرونها بأنفسهم وإنما الذين يقومون بها هي تلك العمالة الوافدة.
هناك حرفة أخرى الليبيون لا يقومون بها بل لن يقوموا بها إطلاقا وهي المرور على المنازل بكل شارع يومياً لرفع القمامة بسيارات المرافق البلدية حيث تركوها للعمالة الأفريقية.
وعند حصول مشكلة عابرة أو سوء تفاهم بين مواطن ليبي وآخرين من تلك العمالة وربما كان على هضم حقوق الآخر المغترب تسمع من يقول تعاطفاً مع المواطن الليبي أقل ما يوصف بأنه نوع من حمية الجاهلية مثل عقاب مصري،عقاب ص.ش،عقاب تونسي،عقاب زلمي،عقاب فلسطيني،عقاب سوداني ……… متناسين أن من وصفوهم بكلمة”عقاب”هم من آوى آباءنا وأجدادنا أثناء سنوات الجهاد ضد الاستعمار الإيطالي وهم من فتحوا لنا أبواب بلدانهم خلال سنوات الحصار الأمريكي وهم مازالوا يقدمون لنا العلاج بمستشفياتهم وهم لا يزالون أدوات ومعاول بناء في شتى مشاريع التنمية.
لم يسجل التاريخ القديم ولا الحديث بروز علماء ليبيين نفتخر بهم. أبو قراط لم يكن ليبياً،ابن سينا لم يكن ليبياً،مركوني مخترع المذياع لم يكن ليبياً،عباس ابن فرناس أو من قام بمحاولة الطيران وكان ابتكاره أساسا لعلوم الطيران لم يكن هو الآخر ليبياً،ابن حوقل عالم الفلك والجغرافيا كان عراقيا،الإدريسي عالم الجغرافيا كان مغربيا،الدكتور فاروق الباز عالم الفضاء كان مصريا وغيرهم وغيرهم الذين نبغوا في علوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات والطب من العرب كانوا من إفرازات الحضارة العباسية وكانت أساساً لما وصل إليه العرب.
ماذا قدمنا للبشرية حتى نتعالى على الآخرين ونحتقرهم ونهنيهم نحن نحتاج إلى الآخرين حتى في تنظيف شوارعنا من القمامة ومن يعد لنا الخبز في الأفران ولنتصور أن تلك العمالة الوافدة التي لا نكف عن احتقارها بكلمة”عقاب”صدرت تعليمات بخروجها فهل يمكن لنا أن نحل محلها؟ أعتقد أن الإجابة ستكون بالنفي ومادمنا كذلك ولم تنجب الليبيات حتى الآن من يساهم مع الآخرين في إسعاد البشرية بمختلف فروع العلم والتكنولوجيا فأقل ما يمكن فعله حتى نصل إلى ما وصلوا إليه هو أن نكف ألسنتنا عن إيذاء الآخرين بدلاً من نظرة التعالي الهشة والسخرية منهم وكأننا ذهب عيار 24 وبقية الإخوة العرب الذين تربطنا بهم قواسم مشتركة مثل التاريخ والعادات والتقاليد والعروبة والدين واللغة كما درسنا بمنهج التاريخ بالمرحلة الابتدائية أنهم رابش أو من خبث الحديد بعكس معدننا النفيس لنتصور أيضاً أنه لأي سبب تم قطع العلاقات الأخوية بيننا وبين مصر وتونس والأردن لا قدر الله نتج عنها عدم السماح لمرضى الليبيين بدخول أراضي تلك البلدان للعلاج، إننا بحاجة إليهم أكثر من حاجتهم إلينا وحتى إن وصلنا إلى ما وصلوا إليه من تقدم علمي وحضاري فإن ذلك لا يجب أن يتجاوز خط التفاخر إلى مربع التعالي والكبر والازدراء بالآخرين.
قال تعالى في محكم التنزيل ((يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان )) ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون”آية رقم 11 من سورة الحجرات. قال تعالى ((تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين)) آية 83 من سورة القصص صدق الله العظيم. إن جحود ونكران جميل الآخرين علينا سواء أكان صغيراً أم كبيراًَ حتى وإن كانت خدماتهم لنا بمقابل مادي ليس من الأخلاق الإسلامية في شيء لنتواضع لله ولننبذ ثقافة الكبر والتعالي على الآخرين ولنتذكر ونعتبر من قصة صاحب الجنة التي وردت بسورة لكهف وإلا فلا نلومن إلا أنفسنا إذا ما أنزل الله علينا عقوبة من عقوباته الإلهية ومنها انقراضنا واستبدالنا بقوم آخرين وما ذلك على الله بعزيز وصدق من قال:”رحم الله امرأ عرف قدر نفسه فوقف دونه”.
والله الهادي إلى سواء السبيل
لماذا ترسخت بين الليبيين ثقافة التعالي على الآخرين؟
يحكي لنا آباؤنا وأجدادنا ممن حضر سني الجهاد ضد الاستعمار الإيطالي أن بعض المستضعفين الذين لم يقدروا على حمل السلاح لمقاومة الاحتلال الإيطالي هاجروا إلى بعض الدول المجاورة ومنها مصر وبالذات المنطقة العربية منها”محافظة مطروح “حيث استقبلوا من مواطنيها استقبالاً أخوياً وأكرموهم كرماً فاق كرم”حاتم الطائي”حيث آووهم بمحال سكناهم واقتسموا معهم لقمة العيش وشربة الماء كما أتيح لمن تسمح حالته الصحية وإمكانياته الحرفية أن يعمل.
واستمر ذلك لسنوات عديدة ومن عاد من المهاجرين إلى أرض الوطن صار يثني على المصريين من سكان وأهالي مطروح الذين صار بعض الجاحدين ينتقصون من قدرهم.
ويعيرونهم بكلمة”ص ش”بعثات التعليم المصرية خلال العقدين الخامس والسادس من القرن الماضي كان لها دور كبير في تعليمنا بمختلف المراحل “الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية”.
المرضى من الليبيين والليبيات منذ سنوات دأبوا على الذهاب إلى تونس،مصر الأردن،للعلاج بمستشفيات ومصحات تلك البلدان والتي يقوم على العمل بها أطقم طبية وطبية مساعدة تونسية ومصرية وأردنية وليست ليبية بالطبع.
وقبل ذلك وخلال سنوات الحصار الأمريكي الظالم كانت الحدود المصرية والتونسية مفتوحة لدخول الليبيين للعلاج والسياحة ودخول السلع الغذائية وأيضاً العمالة المصرية والتونسية والسودانية لأعمال:ـ
البناء والصيانة ومنها الأعمال الخرسانية والبناء والسباكة والكهرباء والبلاط والطلاء…..
أعمال ورش إصلاح السيارات.
أعمال الحدادة والنجارة.
أعمال الزراعية.
أعمال إعداد رغيف الخبز حتى وصوله إلى بطوننا.
أعمال المطاعم.
وهذه أصحابها ليبيون لا يباشرونها بأنفسهم وإنما الذين يقومون بها هي تلك العمالة الوافدة.
هناك حرفة أخرى الليبيون لا يقومون بها بل لن يقوموا بها إطلاقا وهي المرور على المنازل بكل شارع يومياً لرفع القمامة بسيارات المرافق البلدية حيث تركوها للعمالة الأفريقية.
وعند حصول مشكلة عابرة أو سوء تفاهم بين مواطن ليبي وآخرين من تلك العمالة وربما كان على هضم حقوق الآخر المغترب تسمع من يقول تعاطفاً مع المواطن الليبي أقل ما يوصف بأنه نوع من حمية الجاهلية مثل عقاب مصري،عقاب ص.ش،عقاب تونسي،عقاب زلمي،عقاب فلسطيني،عقاب سوداني ……… متناسين أن من وصفوهم بكلمة”عقاب”هم من آوى آباءنا وأجدادنا أثناء سنوات الجهاد ضد الاستعمار الإيطالي وهم من فتحوا لنا أبواب بلدانهم خلال سنوات الحصار الأمريكي وهم مازالوا يقدمون لنا العلاج بمستشفياتهم وهم لا يزالون أدوات ومعاول بناء في شتى مشاريع التنمية.
لم يسجل التاريخ القديم ولا الحديث بروز علماء ليبيين نفتخر بهم. أبو قراط لم يكن ليبياً،ابن سينا لم يكن ليبياً،مركوني مخترع المذياع لم يكن ليبياً،عباس ابن فرناس أو من قام بمحاولة الطيران وكان ابتكاره أساسا لعلوم الطيران لم يكن هو الآخر ليبياً،ابن حوقل عالم الفلك والجغرافيا كان عراقيا،الإدريسي عالم الجغرافيا كان مغربيا،الدكتور فاروق الباز عالم الفضاء كان مصريا وغيرهم وغيرهم الذين نبغوا في علوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات والطب من العرب كانوا من إفرازات الحضارة العباسية وكانت أساساً لما وصل إليه العرب.
ماذا قدمنا للبشرية حتى نتعالى على الآخرين ونحتقرهم ونهنيهم نحن نحتاج إلى الآخرين حتى في تنظيف شوارعنا من القمامة ومن يعد لنا الخبز في الأفران ولنتصور أن تلك العمالة الوافدة التي لا نكف عن احتقارها بكلمة”عقاب”صدرت تعليمات بخروجها فهل يمكن لنا أن نحل محلها؟ أعتقد أن الإجابة ستكون بالنفي ومادمنا كذلك ولم تنجب الليبيات حتى الآن من يساهم مع الآخرين في إسعاد البشرية بمختلف فروع العلم والتكنولوجيا فأقل ما يمكن فعله حتى نصل إلى ما وصلوا إليه هو أن نكف ألسنتنا عن إيذاء الآخرين بدلاً من نظرة التعالي الهشة والسخرية منهم وكأننا ذهب عيار 24 وبقية الإخوة العرب الذين تربطنا بهم قواسم مشتركة مثل التاريخ والعادات والتقاليد والعروبة والدين واللغة كما درسنا بمنهج التاريخ بالمرحلة الابتدائية أنهم رابش أو من خبث الحديد بعكس معدننا النفيس لنتصور أيضاً أنه لأي سبب تم قطع العلاقات الأخوية بيننا وبين مصر وتونس والأردن لا قدر الله نتج عنها عدم السماح لمرضى الليبيين بدخول أراضي تلك البلدان للعلاج، إننا بحاجة إليهم أكثر من حاجتهم إلينا وحتى إن وصلنا إلى ما وصلوا إليه من تقدم علمي وحضاري فإن ذلك لا يجب أن يتجاوز خط التفاخر إلى مربع التعالي والكبر والازدراء بالآخرين.
قال تعالى في محكم التنزيل ((يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان )) ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون”آية رقم 11 من سورة الحجرات. قال تعالى ((تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين)) آية 83 من سورة القصص صدق الله العظيم. إن جحود ونكران جميل الآخرين علينا سواء أكان صغيراً أم كبيراًَ حتى وإن كانت خدماتهم لنا بمقابل مادي ليس من الأخلاق الإسلامية في شيء لنتواضع لله ولننبذ ثقافة الكبر والتعالي على الآخرين ولنتذكر ونعتبر من قصة صاحب الجنة التي وردت بسورة لكهف وإلا فلا نلومن إلا أنفسنا إذا ما أنزل الله علينا عقوبة من عقوباته الإلهية ومنها انقراضنا واستبدالنا بقوم آخرين وما ذلك على الله بعزيز وصدق من قال:”رحم الله امرأ عرف قدر نفسه فوقف دونه”.
والله الهادي إلى سواء السبيل
الإثنين ديسمبر 01, 2014 4:10 am من طرف heba suleiman
» ماجستير إدارة العلاقات العامة المهني المصغر 1 – 10 مارس 2014 م - كوالالمبور - ماليزيا
الأحد ديسمبر 29, 2013 5:42 am من طرف heba suleiman
» فوائــــــــــــــــد الشاي الاخضـــــــــــــــر
الثلاثاء مارس 01, 2011 12:07 pm من طرف ابن السنة
» علاج سرعة القذف ، القذف المبكر ، القذف السريع
الثلاثاء مارس 01, 2011 11:36 am من طرف ابن السنة
» أختي المسلمة :
الخميس فبراير 17, 2011 9:40 am من طرف huda
» الشكـــــــر
الثلاثاء فبراير 15, 2011 12:22 pm من طرف huda
» يارب اصلح نياتنا وسرائرنا
الثلاثاء فبراير 15, 2011 12:17 pm من طرف huda
» أخــــــــــتاه لماذا تبكين؟
الثلاثاء فبراير 15, 2011 9:28 am من طرف huda
» زلـــة لســـــآن ..تفقـــدك إنســــآن
الثلاثاء فبراير 15, 2011 9:20 am من طرف huda